فصل: (سورة السجدة: آية 11).

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال أبو البقاء العكبري:

سورة السجدة:
بسْم اللَّه الرَّحْمن الرَّحيم.
قوله تعالى: {ألم} يجوز أن يكون مبتدأ، و{تنزيل} خبره، والتنزيل بمعنى المنزل وهو في المعنى كما ذكرناه في أول البقرة فعلى هذا {لا ريب فيه} حال من الكتاب، والعامل تنزيل، و{من رب} يتعلق بتنزيل أيضا، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في فيه، والعامل فيها الظرف لأن ريب هنا مبنى، ويجوز أن يكون تنزيل مبتدأ، ولا ريب فيه الخبر، ومن رب حال كما تقدم، ولا يجوز على هذا أن تتعلق من بتنزيل، لأن المصدر قد أخبر عنه، ويجوز أن يكن الخبر من رب، ولا ريب فيه حال من الكتاب، وأن يكون خبرا بعد خبر.
قوله تعالى: {أم يقولون} أم هنا منقطعة، أي بل أيقولون، وما في {ما أتاهم} نافية، والكلام صفة لقوم.
قوله تعالى: {مما تعدون} يجوز أو يكون صفة لألف، وأن يكون صفة لسنة.
قوله تعالى: {الذي أحسن} يجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف: أي هو الذي، أو خبرا بعد خبر، والعزيز مبتدأ، والرحيم صفة، والذي خبره، و{خلقه} بسكون اللام بدل من كل بدل الاشتمال: أي أحسن خلق كل شيء، ويجوز أن يكون مفعولا أول، وكل شيء ثانيا، وأحسن بمعنى عرف: أي عرف عباده كل شيء، ويقرأ بفتح اللام على أنه فعل ماض، وهو صفة لكل أو لشيء.
قوله تعالى: {أئذا ضللنا} بالضاد: أي ذهبنا وهلكنا، وبالصاد: أنتنا من قولك: صل للحم إذا أنتن، والعامل في إذا معنى الجملة التي في أولها إنا: أي إذا هلكنا نبعث، ولا يعمل فيه {جديد} لأن ما بعد إن لا يعمل فيما قبلها {ولو ترى} هو من رؤية العين، والمفعول محذوف: أي ولو ترى المجرمين، وأغنى عن ذكره المبتدأ، و{إذ} هاهنا يراد بها المستقبل، وقد ذكرنا مثل ذلك في البقرة، والتقدير: يقولون ربنا، وموضع المحذوف حال والعامل فيها {ناكسوا}.
قوله تعالى: {فذوقوا بما نسيتم} أي فذوقوا العذاب، ويجوز أن يكون مفعول فذوقوا {لقاء} على قول الكوفيين في إعمال الأول، ويجوز أن يكون مفعول ذوقوا {هذا} أي هذا العذاب.
قوله تعالى: {تتجافى} و{يدعون ربهم} في موضع الحال، و{خوفا وطمعا} قد ذكر في الأعراف.
قوله تعالى: {ما أخفى لهم} يجوز أن تكون ما استفهاما، وموضعها رفع بالابتداء، وأخفى لهم خبره على قراءة من فتح الياء وعلى قراءة من سكنها، وجعل أخفى مضارعا تكون ما في موضع نصب بأخفى ويجوز أن تكون ما بمعنى الذي منصوبة بتعلم، و{من قرة} في الوجهين حال من الضمير في أخفى، و{جزاء} مصدر أي جوزوا جزاء.
قوله تعالى: {لا يستوون} مستأنف لا موضع له، وهو بمعنى ما تقدم من التقدير، و{نزلا} قد ذكر في آل عمران.
قوله تعالى: {الذي كنتم به} هو صفة العذاب في موضع نصب، ويجوز أن يكون صفة النار، وذكر على معنى الجحيم أو الحريق.
قوله تعالى: {من لقائه} يجوز أن تكون الهاء ضمير اسم الله: أي من لقاء موسى الله، فالمصدر مضاف إلى المفعول، وأن يكون ضمير موسى فيكون مضافا إلى الفاعل، وقيل يرجع إلى الكتاب كما قال تعالى: {وإنك لتلقى القرآن} وقيل من لقائك يا محمد موسى صلى الله وسلم عليهما ليلة المعراج {لما} بالتشديد، ظرف، والعامل فيه جعلنا منهم أو يهددون، وبالتخفيف وكسر اللام على أنها مصدرية {كم أهلكنا} قد ذكر في طه. اهـ.

.قال حميدان دعاس:

سورة السجدة:
بسْم اللَّه الرَّحْمن الرَّحيم.

.[سورة السجدة: الآيات 1- 2].

{الم (1) تَنْزيلُ الْكتاب لا رَيْبَ فيه منْ رَبّ الْعالَمينَ (2)}.
{الم} حروف لا محل لها من الإعراب {تَنْزيلُ الْكتاب} مبتدأ مضاف إلى الكتاب، لا نافية للجنس {رَيْبَ} اسمها المبني على الفتح {فيه} خبر لا والجملة حال {منْ رَبّ} خبر تنزيل {الْعالَمينَ} مضاف إليه.

.[سورة السجدة: آية 3].

{أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ منْ رَبّكَ لتُنْذرَ قَوْمًا ما أَتاهُمْ منْ نَذيرٍ منْ قَبْلكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (3)}.
أَمْ: حرف عطف {يَقُولُونَ} مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة مستأنفة لا محل لها. {افْتَراهُ} ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة مقول القول. {بَلْ} حرف عطف وإضراب {هُوَ الْحَقُّ} مبتدأ وخبره والجملة مستأنفة لا محل لها {منْ رَبّكَ} حال {لتُنْذرَ} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والفاعل مستتر {قَوْمًا} مفعول به والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال ثانية {ما أَتاهُمْ} ما نافية وماض ومفعوله، منْ: حرف جر زائد {نَذيرٍ} مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل أتاهم والجملة صفة قوما {منْ قَبْلكَ} متعلقان بنذير {لَعَلَّهُمْ} لعل واسمها {يَهْتَدُونَ} مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة الفعلية خبر لعل والجملة الاسمية تعليل.

.[سورة السجدة: آية 4].

{اللَّهُ الَّذي خَلَقَ السَّماوات وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما في ستَّة أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْش ما لَكُمْ منْ دُونه منْ وَليٍّ وَلا شَفيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (4)}.
{اللَّهُ الَّذي} لفظ الجلالة مبتدأ واسم الموصول خبره والجملة مستأنفة لا محل لها {خَلَقَ} ماض فاعله مستتر {السَّماوات} مفعول به {وَالْأَرْضَ} معطوف على السموات والجملة صلة. {وَ} الواو حرف عطف ما: معطوف على السموات والأرض {بَيْنَهُما} ظرف مكان {في ستَّة} متعلقان بخلق {أَيَّامٍ} مضاف إليه {ثُمَّ} حرف عطف {اسْتَوى} ماض فاعله مستتر {عَلَى الْعَرْش} متعلقان بالفعل والجملة معطوفة على ما قبلها. وما نافية {لَكُمْ} خبر مقدم {منْ دُونه} حال {منْ} حرف جر زائد {وَليٍّ} اسم مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخر والجملة مستأنفة لا محل لها وَالواو حرف عطف لا نافية {شَفيعٍ} معطوف على ولي {أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ} الهمزة حرف استفهام وتوبيخ والفاء حرف استئناف ولا نافية ومضارع مرفوع والواو فاعله والجملة مستأنفة لا محل لها.

.[سورة السجدة: آية 5].

{يُدَبّرُ الْأَمْرَ منَ السَّماء إلَى الْأَرْض ثُمَّ يَعْرُجُ إلَيْه في يَوْمٍ كانَ مقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ ممَّا تَعُدُّونَ (5)}.
{يُدَبّرُ} مضارع فاعله مستتر {الْأَمْرَ} مفعول به والجملة حال {منَ السَّماء} متعلقان بالفعل {إلَى الْأَرْض} متعلقان بالفعل أيضا {ثُمَّ} حرف عطف {يَعْرُجُ} مضارع فاعله مستتر {إلَيْه} متعلقان بالفعل {في يَوْمٍ} حال {كانَ مقْدارُهُ} كان واسمها {أَلْفَ} خبرها المضاف {سَنَةٍ} مضاف إليه والجملة صفة يوم {ممَّا} متعلقان بمحذوف صفة ألف {تَعُدُّونَ} مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة صلة لا محل لها.

.[سورة السجدة: آية 6].

{ذلكَ عالمُ الْغَيْب وَالشَّهادَة الْعَزيزُ الرَّحيمُ (6)}.
{ذلكَ عالمُ} مبتدأ وخبره والجملة مستأنفة لا محل لها {الْغَيْب} مضاف إليه {وَالشَّهادَة} معطوفة على الغيب {الْعَزيزُ الرَّحيمُ} خبران أيضا.

.[سورة السجدة: آية 7].

{الَّذي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإنْسان منْ طينٍ (7)}.
{الَّذي} الاسم الموصول خبر رابع {أَحْسَنَ} ماض فاعله مستتر والجملة صلة {كُلَّ شيء} مفعول به مضاف إلى شيء {خَلَقَهُ} ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة صفة شيء {وَبَدَأَ} الواو حرف عطف وماض معطوف على أحسن {خَلْقَ الْإنْسان} مفعول به مضاف إلى الإنسان {منْ طينٍ} متعلقان بخلق.

.[سورة السجدة: آية 8].

{ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ منْ سُلالَةٍ منْ ماءٍ مَهينٍ (8)}.
{ثُمَّ} حرف عطف {جَعَلَ} ماض فاعله مستتر {نَسْلَهُ} مفعول به والجملة معطوفة على ما قبلها. {منْ سُلالَةٍ} متعلقان بالفعل {منْ ماءٍ} صفة سلالة {مَهينٍ} صفة ماء.

.[سورة السجدة: آية 9].

{ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فيه منْ رُوحه وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئدَةَ قَليلًا ما تَشْكُرُونَ (9)}.
{ثُمَّ} حرف عطف {سَوَّاهُ} ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة معطوفة على ما قبلها والواو حرف عطف {نَفَخَ} معطوف على سواه {فيه} متعلقان بالفعل {منْ رُوحه} متعلقان بالفعل أيضا {وَجَعَلَ} معطوف على نفخ {لَكُمُ} متعلقان بالفعل {السَّمْعَ} مفعول به {وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئدَةَ} معطوفان على السمع {قَليلًا} صفة مفعول مطلق ما زائدة {تَشْكُرُونَ} مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة مستأنفة لا محل لها.

.[سورة السجدة: آية 10].

{وَقالُوا أَإذا ضَلَلْنا في الْأَرْض أَإنَّا لَفي خَلْقٍ جَديدٍ بَلْ هُمْ بلقاء رَبّهمْ كافرُونَ (10)}.
{وَقالُوا} الواو حرف استئناف وماض وفاعله والجملة مستأنفة {أَإذا ضَلَلْنا} الهمزة للاستفهام وإذا ظرفية شرطية غير جازمة وماض وفاعله والجملة في محل جر بالإضافة {في الْأَرْض} متعلقان بالفعل {أَإنَّا} الهمزة حرف استفهام وإن واسمها {لَفي} اللام المزحلقة {في خَلْقٍ} متعلقان بمحذوف خبر إن {جَديدٍ} صفة خلق والجملة مؤكدة لما قبلها {بَلْ} حرف إضراب {هُمْ} مبتدأ {بلقاء} متعلقان بالخبر {رَبّهمْ} مضاف إليه والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها {كافرُونَ} خبر.

.[سورة السجدة: آية 11].

{قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْت الَّذي وُكّلَ بكُمْ ثُمَّ إلى رَبّكُمْ تُرْجَعُونَ (11)}.
{قُلْ} أمر فاعله مستتر والجملة مستأنفة لا محل لها. {يَتَوَفَّاكُمْ} مضارع ومفعوله {مَلَكُ الْمَوْت} فاعل مضاف إلى الموت والجملة مقول القول {الَّذي} صفة ملك {وُكّلَ} ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر {بكُمْ} متعلقان بالفعل والجملة صلة {ثُمَّ} حرف عطف {إلى رَبّكُمْ} متعلقان بما بعدهما {تُرْجَعُونَ} مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة معطوفة على ما قبلها.

.[سورة السجدة: آية 12].

{وَلَوْ تَرى إذ الْمُجْرمُونَ ناكسُوا رُؤُسهمْ عنْدَ رَبّهمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمعْنا فَارْجعْنا نَعْمَلْ صالحًا إنَّا مُوقنُونَ (12)}.
{وَلَوْ} الواو حرف استئناف لَوْ شرطية غير جازمة {تَرى} مضارع فاعله مستتر والجملة ابتدائية لا محل لها إذ ظرف زمان {الْمُجْرمُونَ} مبتدأ {ناكسُوا رُؤُسهمْ} خبر مضاف إلى رءوسهم والجملة في محل جر بالإضافة {عنْدَ} ظرف مكان {رَبّهمْ} مضاف إليه وجواب لو محذوف تقديره لرأيت أمرا فظيعا.
{رَبَّنا} منادى مضاف {أَبْصَرْنا} ماض وفاعله والجملة الفعلية كالجملة الندائية مقول قول محذوف {وَسَمعْنا} معطوف على أبصرنا {فَارْجعْنا} الفاء الفصيحة وفعل دعاء ومفعوله والجملة جواب شرط مقدر لا محل لها {نَعْمَلْ} مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب والفاعل مستتر {صالحًا} مفعول به {إنَّا} إن واسمها {مُوقنُونَ} خبرها والجملة الاسمية تعليل لا محل لها.

.[سورة السجدة: آية 13].

{وَلَوْ شئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها وَلكنْ حَقَّ الْقَوْلُ منّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ منَ الْجنَّة وَالنَّاس أَجْمَعينَ (13)}.
{وَلَوْ} الواو حرف استئناف لَوْ شرطية غير جازمة {شئْنا} ماض وفاعله والجملة ابتدائية لا محل لها {لَآتَيْنا} اللام واقعة في جواب الشرط وماض وفاعله والجملة جواب الشرط لا محل لها {كُلَّ نَفْسٍ} مفعول به مضاف إلى نفس {هُداها} مفعول به ثان {وَلكنْ} مخففة من الثقيلة {حَقَّ الْقَوْلُ} ماض وفاعله والجملة معطوفة على ما قبلها {منّي} حال {لَأَمْلَأَنَّ} اللام واقعة في جواب القسم ومضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والفاعل مستتر {جَهَنَّمَ} مفعول به والجملة جواب القسم لا محل لها {منَ الْجنَّة} متعلقان بالفعل {وَالنَّاس} معطوف على الجنة {أَجْمَعينَ} توكيد.